الأربعاء، 18 يناير 2012

أعشق السماء





أهيم يومي في صحاري الأفكار

أتنسّم رحيق العشق ...

في كل دار

أتسائل دوماً عن تلك الحسنــاء

التي جعلتني أعشق السمــــــاء

...

أهيم يومـــــي ... وأرى الدنيــــــا من جديــــد

تتلوّن ... 


بالحبّ من الشريان إلى الوريد

أغمض عينــي تارةً ... 


فأرى عينيها

وأنام فلا أرى ..


سوى حلماً يترنم بإسميهـا

...

شلّت أفكاري ...

ولم يعد في عقلي سوى بعض الحروف....

تمثل صفــــاءاً للعبق فــــي كـــل روح!

صباح اليوم المتسامي في عشق النهار!

أريج الورود تنثر رحيق الأنهار!

فنارٌ ترشد هُيــام الهُيّام إلى بر الهَيــام!

ينادي بها قلوب البـشر كل مسـاء!

أصنع منها يومياً أجملَ كِســـاء!

زلزلت أركان أبياتي

ولم يعد فيها إلا الفناء

ليتكم تعرفون نهايتي

وكيف مت عشقا للسماء


الاثنين، 16 يناير 2012

شمس ودود



إذا ما طلّـت شمس الصّباح  *** بدفئها وبسمتها الودود

تهـــادى إلى قلبـــي نـــسيمُ ***   حبٍّ يتدفّق غزيراً بلا حدود

كم أتذكّر تلك الثوانيَ *** الّتي أتمنى دوماً أن تعود

فتفيض ودياني بعشقٍ *** له رائحة الزنبق والورود


الجمعة، 13 يناير 2012

شجون




أبـى النّوم معانقة الجفون

وأبـى العقلُ معـانقة النّجــوم

تلك حـرارة الشوق في شجـون

تكتوي بنار الكرى ولوعةَ الهـموم

قلبٌ مزقته الرّمـاح والسنــون

وأضـحت سفينته تبحر في سـكون

...

فلو كان ما فيـه يمثل بالــورود

لما كفاه ملء المجرّات بلا حـدود

ولو كان ما فيه يمثل بالكلمـات

لما كفاه مداد الحبر بكلّ لغـات

فإن كان النّطق بالمشاعر مُهـاب

لأضحت قلوب البشر تطرق كلّ باب

....

قلبٌ قد رضخ الصّدق له في عنـاد

فالصّدقُ من دون هذا القلـــــب باد

وفيض الوقار والحسن والتقدير ساد

ينبض شدياً بأنــغام الحبّ والوداد

تترنم طــــرباً له قلوب العشّاق

وتنفطر السّماء له باشتيــــاق

وتدمـع له عـين القـمر الرّدّاد

معذبتي


مَلكت علـيّ فؤادي

وطرَدَتِ النّوم عن أهدابي

وغزت عليّ أفكاري

فأمسَت عنوان أحلامي



أتقلّــبُ علـى جَمـرِ عِشقها

حتـى عشـقت الجمر عشقـا

وأصـبح عذابـي منه ستـرا

وانتظاري بسمتها


يملأ يومي شوقاً وفكرا



فقد جعلت تأمّل الورد عندي عــادة

وانتظار انفاس الصّباح أبهى سعـادة

وكتابة الأشعار في عشقها سيـادة

وسماع صوتها العذب حُلمي وزيادة



يقــــولــــون : 


عذّبـــتك الحسناء بحبهــا

فقلت : يا طاب الحبيب..


وطاب لي منها عذابُ


فالحـبّ نـارٌ تتلظــى

ومـــن قلبــــي لها


وريــــــــدُ الوقــــودِ

التي تمتدّ عاليـــــــاً 


لتلهب الشّـمس

التي من عشقها


كلــــمــا احترقت تعــــــود


الأربعاء، 11 يناير 2012

ألحان الشتاء



إليكَ أصـبو حرّ الشّتـاء

في ليلةٍ قرمزيةٍ دهماء

تعالى فيها صـوت الذّئـاب

واغرورقت فيها عين السماء


مددت يديّ لأقطـف النّجـــوم

حال بيننا سماءٌ ملبّدةٌ بالغيـوم

ما تخيّلت يوماً هذا الوجـوم

وأنا في حرّ الشّتاء أنشد النّجوم

قلبي ما عاد يسمع المَلحون

ولا جمع أشلاء كوكبِ النّـون

أمدّ طـرفي إلـــى السّماء

أنشد طير الجّنان كلّ مساء

أراقــبُ الألحـــان والألحــــان

وأناجي في خلوتي مَلِك الجان

لعله يطرب بهذه الألحان

ويبدلها لي بألوان المرجان

الثلاثاء، 10 يناير 2012

مجنون حفيدة ليلى



مَرَّت مِن أًمامِ ناظري مرَّة

جعلت حيـاتي تتدفـَّـق بِغَمرة

انتظر بُزوغ شمـسِ كلِّ يـوم

لأتمنّى يوماً أَجمل على الدَّوم

تلك بنت حواء التي قلبي عَشِق

والتـي من أجلها أيضاً خفـق


وهو يُنشد أشعاره في شجون

ويرى الأحاجي تَنسَدِلُ في سُكون

والأزهـارَ تَتَفَتّحُ في الجنا

وأوراق الأشجارِ ترقص في غـنا

عينيها عالمٌ أجملُ من جمالهما

ما عُرِفَ الجَمـــــالُ إلا لوصفهما

حُلُمٌ جـميلٌ يُشـرِقُ في عينيها

شَمسُ الصّباح تعشق مقلتيـها

تترنّم القلوب على أنغام كعبيـها

كأزهارِ الرّبيع في أحلامِ راحتيها

ابتسامتها تتبعثر لها النّجوم

فيستَتِرُ القمر حزيناً مهموم

للزهور في قلبها مكانٌ للسّكـون

فتنشر عبقاً في أرجاء الكـون

لها قلـبٌ يتلألأ كالزّبــرجـد

ودقاته أشجى من تغريد هُـدهُـد

روحٌ تطرَب لها عَين الرّبيع

ويُداعِبُ القلبُ منها نسيمٌ بديع

إن كان سحراً فالسّحر منه قد تـعلّم

بطلاسم الجنّ عن فنّ الحب تكلّم




ذاك قيسٌ وهو أول المجانين

إن كان كذب فأنا من الكاذبين

إن كان صدق فأنا من المتيميــن

أروي شعري وصوتي كله أنيـن

أكابد حزني ولوعة الحنيـن

فقلبي يتفجّر عِشقاً كالبراكيـن




كتب الزمان لكلِّ عاشقٍ ليلى

ولكل قيـس بلـوى

فأنـا على درب الجّنون أهــوى

أقلّب طرفي في السّماء وكلّي مُنى

لعله يقابل طرفها يوماً في سُهـى

أهادي نفـسي فـي سبـات

وروحي تنشد هذه الأبيـات

السبت، 7 يناير 2012

الفتى والجوري


"يحمل زهرة الجوري في يده كما اعتاد على ذلك، عادةٌ أضحى قلبه يراها مثل الحياة لعله يحظى يوماً بشرف تسليمها لأميرته...يناجيها وحيداً وهو يتأمّل غروب الشمس"

الفتى : يا زهرتي مالي أراكي تبكين
         ورحيقك الزكيّ حزناً تنزفين
         وبتلاتك تتلاشى في ذُبـــــول
         وعروقك تلفظ روح السّهول


"تنظر زهرة الجوري إلى الفتى وعيونها تمتلئ رحيقاً، تحاول الحديث فلا تستطيع، تحاول بلوغ رمق الحياة، وبصوت خافت كهمس المتحابّين تناجيه في سكون"

الجوري :قضيت وأنا على أمل اللقــاء
            بالأميرة الجّميلة الحســـــناء
            صاحبة العيون الحـــــــوراء
            في كفيــها رائــحة الحنــــــاء
            ولكـــنّ مصــيري كأخـــواتي
            في رمــقي الأخـيرِ أعانــــــي
            وما فراق الحيـــاةِ معانـــاتـي
            ولكن حزني من عدم التّـلاقي
            كنت آمـل دفئاً في راحـتيــــها
            وصورتي تتلألأ فـــي عينيـها
            وعبيري يهـــــادي رئــتـيهـــا
            وملاذي بسمـــةٌ من شفتيهـا

"يعانق الفتى زهرته قريباً من قلبه عناق الأحبة، يدق قلبه كما تدق ساعة الثانية عشر، يبكي زهرة الجوري، ويدفنها في قلبه قريباً من أخواتها..."

الجمعة، 6 يناير 2012

يخاطبني قلبي


دروب العمر تجويني

بنارٍ لذكرى تعذّبني

بقلبٍ صادقٍ يهمس لي:

***

أيا صاحب الحزن كفاني

فكم أتعبت وجداني

فهذا الحزن أبكاني

كفاك فلم يعد بإمكاني

إهراق دمعٍ جفّ بمكاني


***

أصادقك

أعانقك

بهمس الحسن أشجبك

فما كان بالأمس لك

ما عاد لك عليه ملكة

***

إذهب إلى معذبّك

الذي بصدقه كبّلك

خذني له

أخاطبه

أعاتبه

فإنّ لي اليوم لغة

أنقى من ألف كلمة

فما كانت منك من بنت شفة

إلا وكانت عليك أسفة

يخاطبني عقلي


دروب العمر تجويني

بنارٍ لذكرى تعذبني

بعقلٍ صادقٍ يهمس لي:

***

أيا صاحب الحزن تمهّل

وقلبك المجنون فاهمل

فأنا صاحب الرأي والمنهل

وفيّ كل المنطق فاسأل

***

فلدي لكلِّ سؤالٍ جواب

ولي من المسائل كتاب

فاترك عنك تخاريف العِجاب

وسهولة طرق كل باب

***

ذاك الجَنانُ جِنان

وللردى لك منه جان

فليست الدنيا بالحنان

ولا مشاعر الولهان

***

فاتركني له أؤدبه

ولحسن الخُلق أرشده

وللطريق القويم أرغمه

فما كانت منه من مشورة

إلا وكانت بالأسى موسومه

طار شوقي إلى عمّــان


طار شوقي إلى عمّــان

وحطّ هناك قرب معــان

تاركاً دنياي بلا ألـــوان

وكلماتي تلهج بمعــــانٍ

***

جبالك عمّان أسرت قلبي

واحتضنت روح شوقـــي

فقلــبي معلق  هنــــــاك

يبتغي دفئاً في الشتـــــــاء

***

يا ساكناً عمّان أبصر حالي

فإنـــي في هــواها أعــــاني

خذ إليهــــــــــا حنانــــــــي

وأخبرهــــــــا بلسانـــــــــي

إن دنياي أضحت بلا معاني

قصتي

مشيت على خطى الشّوق أروي قصتــــي 

أعطي كلماتـــــــي رمق الحيـــاة بعزّتــــي

إلى من ذهبتِ الحياةُ له من حبيبٍ أوّلــــــي

إلى من وجد الحنــــان في الحياة عطيّتــــي

ماذا تراني أرى في تلك الدّنا سوى عثرتي

ومخاوفي في الحيـــــاة مـن قلــيل تــزوّدي

تلك الدّنا وما لها لنا من الصّعاب تكلّمـــــي

بصوتٍ شجيٍّ بآهات الآلام إروِ دمعتــــــي

من وَحــــدة العمر إعــصفي حيــن تألّمــــي

أيا غيم السّمــــــاء أمطري دمع حزنتــــــي

برجاء الأســــــى إرو عطش لوعتــــــــــي