الخميس، 26 يوليو 2012

عرفتها مثل الريح ...


 

عرفتها مثل الريح …

تهبّ من الشّمال وأحياناُ

من جهة الجنوب …

تحمل الغيث أحياناُ …

وأحياناٌ زوابع ورعود …

تغضب كالإعصار …

ثم كنسيم الربيع

تعود لتنثر الورود …



هي هناك


على كتف الغيوم...

تنسج من خيوط الشمس أهزوجه...

فتنثر طلع الياسمين

فوق سحاب الحنين ...



لها يدٌ بيضاء


وقلبٌ عذبٌ كالفرات ..

تغني فتطرب لها عين السماء ..

وتبتسم فتنحني لها نجوم المساء ..

ويستتر منها قمرٌ

اتخذ من الجمال أجمل كساء ...

إن نامت 


أنارت ابتسامتها كالملاك

وإن استيقظت 


أشرقت عينيها دفءاً 

كالشمس في الشتاء 





هي أحياناً كالضباب...


لا أرى منها سوى غباراً ذو بياض ...

وأحياناَ تعكس السراب ...

كلما بحثت عنها

نسجت كلاماً عجاب ..

أرى فيها ما أريد ...

بشراً .. ملاكاً ... أميرةً ..

فأروي الحكايات ... 


وأساطير الجنّيات ...

أظنها يقيناً عين الصواب ...

فأحكم على التاريخ

من قبل أن ينقشع الضباب...

أو يتضح ذاك السراب



كل يوم هي في شأن ...


لأنها كما عرفتها .. 


كالريح ...

تهبّ من الشمال ...

وأحياناً من جهة الجنوب

وأحياناً تسكن ...

فتتوقف الأرض عن الدوران

وقلوب من عليها عن الخفقان

وتأتي لحظة على هذا الوجود

فيصبح في عالم اللاوجود...

فتمضي اللحظات كالعقود ..

حتى تعود ..

فتنثر الورود

وتجلس من جديد ..

على كتف الغيوم


فتكمل أرضي طريقها

كأن شيئا لم يكون ...

وكأن ذلك الإعصار ذو الرعود

لم يدمر في ودياني

كل السدود

ولم يجعلني أمضي

ولا أنتظر أن تعود

أو تنثر الورود




الأربعاء، 18 يوليو 2012

فارس بلا درع ولا جواد



فارسٌ بلا درعٍ ولا جواد 

ولا حتى ملابس تقيه ... 

بردّ الشتاء 

يمشي بعكس الملوك ثباتاً ... 

على مبدأ 

وينقذ الضعيف والمظلوم ... 

ولا يستبطئ 

حتى ولو كان في 

جوف ليلةٍ سرمديّة 

نسجت من الخوف ... 

أظلم سجية 

له مقتلٌ مع حسناء 

يقابلها فينقذها 

من غابةٍ دهماء 

تعالى فيها صوت الذئاب 

الوحشة فيها تحجب السماء 

.... 

حسناء لأن 

قلبها صفيٌّ كالفرات 

ودقاته كأعذب النغمات 

يجدها تبكي في ليلةٍ ظلماء 

تكتب شعرها وحدها 

بحبر عينيها 

فيحملهاعلى صهوة الجواد 

ويتلقى عنها الطعنات 

تلو الطعنات 

حتى يبلّغها الأمان 

تحمل معها الجَنان 

ويعانق أفق الجِنان 

وتسدل ستائر الزمان 

فيكتب التاريخ ... 

"مرّ من هنا جواد... 

عاشت أميرتي الحسناء" 

الاثنين، 9 يوليو 2012

دنيا السحاب






















دنيا السّحاب 

حيث الوفاء، 


النقاء

حيث لا خداع،


لا غدر،

ولا ذئاب

حيث الحبّ لم يعرف بعد

معنى الجفاء 


...

تحت دنيا السّحاب

قلوبٌ تئّن 


بين أنياب الذئاب

تمدّ يديها للسراب

تضلّ طريقها وسط الضباب

وحوشٌ حولها تسعى للخراب 


...

الوفاء؟ 


سمعنا عنه يوماً 

كالصدى

تلاشى في كلّ واد 






الجمعة، 4 مايو 2012

يروى أن الحب ...





يروى أنّ الحبّ قد ولد في زمان

في أرضٍ لم تعرف نوع الانسان

وأنّ الحبّ فيها أنقى ما كان

وكان فيها ملِكاً يلقى كلّ اهتمام

حتّى نزل في هذا المكان

فعرف الإنسان

وعرف النّسيان

وبيع على الأرصفة بأبخس الأثمان

وأصبح يلوكه كلّ لسان

حتى تبعثر وأصبح بلا كيان

ولا يمتّ لما ولد في ذاك الزمان

لا باسمٍ ولا وصفٍ ولا وجدان

الخميس، 3 مايو 2012

فتحت عينيّ




على شاطئ الأحلام المحطّمة

تحت السّماء المظلمة

أغمضت عينيّ

فرأيت وجه الجمال

يشعّ نوراً وكمال

ويخترق صمتٌ عتيق

أشعّةٌ من برقٍ عقيق

فعكست لون الشمس

وغنت لحن الحياة كالهمس

ألحانٌ رسمت بسمةً

على وجه القمر

وأزالت ألماً

من قلب مقفهر

تحت هذه السماء المظلمة

على شاطئ الأحلام المحطمة

فتحت عيني

الثلاثاء، 1 مايو 2012

في بحر عينيك

بحر عينيك


شرعت سفينتي في بحر عينيك

أبحر من عينيك إلى عينيك

فيه عواصفٌ ورعود

وجمالٌ امتد بلا حدود

فيه رسم القمر

على صفحة الليل بسمه

ونادى الجمال

أنه قد وجد مهده

ولونٌ عكس مرآة

الشمس وبريق الكمال

عيناك لي شطآن أمل

أبحث عن نفسي هناك

بلا كللٍ أو ملل

في جمال عينيك

أبحر من عينيك لعينيك

الأحد، 29 أبريل 2012

أنقاض الرماد






مضت اللحظات تخنقني

واختفت أمنياتي ... ذات البريق

هويت في مكاني  في واد سحيق

قاعه أنقاضٌ وجدرانه رماد

وأنا فيه غريق

أرى حياتي ضباب

وذكرياتي فيه سراب

ولون عيني دمعٌ  من ذكريات

القرمزي والبهي ولونٌ ...

أقرب إلى البياض

هل مازلت أرى؟!

هل هذا خيالٌ ؟!

هل ذاك سراب؟!

أم تلك حياةٌ بعد ممات!


الثلاثاء، 27 مارس 2012

أراها ولا تراني




أجتبي من السماء عطر النجوم

وأبحر شوقاً لتلك العيون

بسمتها أزالت عني الوجوم

وفراقها أنزل علي الهموم

قصتي هنا صيغت من الأحزان

فنسجت خيوطاً من غبار الزمان

وتركتني يتيماً في طريق الهيام

وحيداً والطريق ظلام في ظلام

وقلبي معلق هناك

معلق في ركب تلك الحسناء

أراه ولا يراني

أراها ولا تراني


***

فقالوا لي : اتركها فلعلك تنسى

إمض في طريقك واسهى

وجد لك حسناء أخرى

ما علموا أني غدوت بلا قلب

وجوفي نار توقد من عشق

وأني لا أرى سواها

ولا أبغي إلا إياها

فقلبي معلق هناك

معلق في ركب تلك الحسناء

أراه ولا يراني

أراها ولا تراني


***

فلا النجوم سمعت آلامي

ولا البشر فهموا معاناتي

وكلماتي؟

لا تسألوني عن كلماتي

فألوانها لأغلبكم بلا معاني

لأنّ قلبي مازال معلقاً هناك

معلق في ركب تلك الحسناء

أراه ولا يراني

أراها ولا تراني


***

مضى ركبها من أمامي

وأنا أبصر في الركب خيالي

وأنا مازلت هنا 

على كتف الطريق

فروحي ذهبت وتركتني 

كالغريق

أراها وتراني

أراها ولا تراني

***

لقد حان الزمان

لأن أمضي من هذا المكان

فلربما يأتي زمان

في غير هذا المكان

في زمان غير الزمان

فأراها وتراني

أو أنساها وتنساني


الاثنين، 12 مارس 2012

أبحث عنك



أبحث عنك وسط الحشود

فعاد إلي شعورٌ بالوجود

أبحث عنك في الوجود

وتمنعني منك كلّ السدود

أبحث في سيلٍ من بشر

يهتف بصوتٍ أصمّ القمر

والشوق هاجسي يشعل النار

وحزني عميقٌ عمق البحار


الخميس، 8 مارس 2012

عيناك عنوان



وعشقت في عينيك صمت السكونْ

وسحرٌ هناك ... تحت الجفونْ

وبراءة طفلٍ

ولون فيه الشجونْ

ولحظاتٌ

وأيامٌ

وسنونْ ...

تمضي وأنا أتأمل

تلك العيونْ

فلا أنا ... أنا

ولا الزمانُ كالزمانْ

والمكانُ ... عيناك هما عنوانْ

واحةٌ فيها الأمانْ

لؤلؤٌ ومرجانْ

جمالٌ حلم به إنسانْ

تغنّت بحسنه ريح الجنانْ

ريْحٌ وريحان وزهر رمانْ

جنانٌ من تحتها جنانٌ من تحتها جَنانْ

هام من وصفها أفصح كلامْ

نهرٌ جميلٌ يعزف الألحانْ

غُطى بخيوطٍ من حنانْ

أهدابٌ أنطقت كل لسانْ

وعقد لؤلؤٍ ذبحني كالسنانْ

حتى غديت في عالمٍ من هذيانْ

وأنا أتأملْ ... 


أتأملْ ... 

أتأملُ العينانْ

وجدت جواباً وسالت دمعتانْ

فيهما العنوانْ

والزمانْ

والمكانْ

وكل ما كانْ



الأربعاء، 7 مارس 2012

دموع النوم





الشوق يحرق 

دموع النوم 

توقي لعينيها يسكن 

على ضفة اللوم 

وعقلي يهيم .. 

تمضي اللحظات كالسنينْ 

ما أرى إلا ألم الحنينْ 

وأنفاسي كجبلٍ سجينْ 

وقلبي يبكي...

وصوت الأنينْ 

تبحر الأفكار بعيداً 

والكلامْ 

يصبح الزمان كالمنامْ 

فأسمع همس الهيامْ 

والأرض 

غصت في الظلامْ 

.... 




الأحد، 4 مارس 2012

بحر الحياة



في الحياة مركبانْ

الأوّل فيه ميتتانْ

والثاني من ركب فيه مات الآنْ

لكلٍّ منهما طريقانْ

ينتهيان على شاطئٍ من هلامْ

تدفن فيه الأمواج والأحلامْ


كمقبرة تئنّ فيها العظامْ

فتسقط من العين دمعتانْ

دمعةٌ تروي حياة إنسانْ

والأخرى تروي حياةً بامتهانْ

فكلّ من عليها فانْ

كلّ من عليها فانْ

الخميس، 1 مارس 2012

عنوان الطريق


ومضى يبحث له عن رفيقْ

كالغريق يستنجد بالغريقْ

كالمستنجد من الرّمضاء بالحريقْ


والعمر يمضي كالسّريقْ

وهو يبحث له عن رفيقْ

الوحدة عنوان الطريقْ

الوحدة عنوان الطريقْ




الأربعاء، 22 فبراير 2012

طريق اللاجئين



ومضيت على طريق اللاجئينْ

أبحث عن قلبي.. 


عن نسمة حنينْ

ومضى الشّوق يجرّني .. 


وصوت الأنينْ

يحمل في طيّاته عمري 


وآلام السنينْ

ومضت اللحظات 


تزحف .. 

آحاداً.. كالمساكينْ

ودموع قلبي 


تحمل آلاماً تدمي الجبينْ

وأضحت عيون قلبي 


منارةً للاجئينْ

ومضى اللاجئون خلفي 


ينشدون آلام الحنينْ

حتى تردّد صداها 


إلى سماءٍ 

ما راودها صوتٌ من سنينْ

فالقلب مازال فيها 


يفترش اللوعة كالسجينْ

وآماله حفرت 
على جدرانها 

ودياناً كالبراكينْ

تعصف في عينيّ دمعاً 


كالنّار كلّ حين وحينْ

وآهات الحيارى 


تمزّق قلبي كالسكاكينْ

والحياة تعصفني 


ذات الشمال وذات اليمينْ

وأنا واقفٌ كالجبل ... 


كالطـّـود المتينْ

أحمل الآمال ثكلى 
على كتفي 

وأنشد سماء اليقينْ

وأمضي في طريقي ... 


ونعشي على كتفي اليمينْ

وأمضي في طريقي ...


حتى يأتيني اليقينْ

أو أقابل منيّتي 


وأكون من الهالكينْ


الجمعة، 17 فبراير 2012

الأميرة الصغيرة


وَقَفَت على عتبة الحياة في خفاء

تنظر إلى السّماء 


على مدّ البصر

سماءٌ قد غطّتها غيمةٌ سوداء

يصفع وجهها بردٌ ... ريحٌ ... ومطر

انسابت من عينيها دمعةٌ في الخفاء

اختلطت على خدّيها مع حبّات المطر

تروي قصّةً من أحزان السّماء

تلخّص كلّ معاناة بني البشر

هل للحياة معنى بعد كلّ هذا الضجر؟

قد تاهت يوماً هنا ... بين موت وحياة

بين ليل وسَهَر

ولكن أين تأوي تلك الفتاة

وهي تبحث لها عن مستقرّ

هل السّماء تبكي فعلاً ؟

أم تلك هي دموع بني البشر

قد غمرت عينيّ تلك الفتاة

وامتزجت معها حبات المطر



***

ارتجفت الفتاة في هذا المكان

في لحظة أطبقت فيها أنفاس الظلام

وأمسى اليأس يقبض الأمان

ويحصد فيها بقايا الإنسان

فخطت خطوةً إلى الأمام

فاخترقت صدر الغيمة سهام

توقفت معها عقارب الزمان

وجفت دمعة حفرت الوديان 



فابتسمت وعانقت أفق الجنان

الأحد، 5 فبراير 2012

قلبي والزمان



عشقـــت المكان

قلبي والزمان

أتملّق أسارير الباب

لتطلّ منه الحسناء

يتهادى نسيم السّماء

من ذاك الطّرف المضاء

أرى طيفها يداعب خيالي

يمرّ من أمامي كلّ حين

فيشعل قلبي بنارٍ من حنين



الأربعاء، 18 يناير 2012

أعشق السماء





أهيم يومي في صحاري الأفكار

أتنسّم رحيق العشق ...

في كل دار

أتسائل دوماً عن تلك الحسنــاء

التي جعلتني أعشق السمــــــاء

...

أهيم يومـــــي ... وأرى الدنيــــــا من جديــــد

تتلوّن ... 


بالحبّ من الشريان إلى الوريد

أغمض عينــي تارةً ... 


فأرى عينيها

وأنام فلا أرى ..


سوى حلماً يترنم بإسميهـا

...

شلّت أفكاري ...

ولم يعد في عقلي سوى بعض الحروف....

تمثل صفــــاءاً للعبق فــــي كـــل روح!

صباح اليوم المتسامي في عشق النهار!

أريج الورود تنثر رحيق الأنهار!

فنارٌ ترشد هُيــام الهُيّام إلى بر الهَيــام!

ينادي بها قلوب البـشر كل مسـاء!

أصنع منها يومياً أجملَ كِســـاء!

زلزلت أركان أبياتي

ولم يعد فيها إلا الفناء

ليتكم تعرفون نهايتي

وكيف مت عشقا للسماء


الاثنين، 16 يناير 2012

شمس ودود



إذا ما طلّـت شمس الصّباح  *** بدفئها وبسمتها الودود

تهـــادى إلى قلبـــي نـــسيمُ ***   حبٍّ يتدفّق غزيراً بلا حدود

كم أتذكّر تلك الثوانيَ *** الّتي أتمنى دوماً أن تعود

فتفيض ودياني بعشقٍ *** له رائحة الزنبق والورود


الجمعة، 13 يناير 2012

شجون




أبـى النّوم معانقة الجفون

وأبـى العقلُ معـانقة النّجــوم

تلك حـرارة الشوق في شجـون

تكتوي بنار الكرى ولوعةَ الهـموم

قلبٌ مزقته الرّمـاح والسنــون

وأضـحت سفينته تبحر في سـكون

...

فلو كان ما فيـه يمثل بالــورود

لما كفاه ملء المجرّات بلا حـدود

ولو كان ما فيه يمثل بالكلمـات

لما كفاه مداد الحبر بكلّ لغـات

فإن كان النّطق بالمشاعر مُهـاب

لأضحت قلوب البشر تطرق كلّ باب

....

قلبٌ قد رضخ الصّدق له في عنـاد

فالصّدقُ من دون هذا القلـــــب باد

وفيض الوقار والحسن والتقدير ساد

ينبض شدياً بأنــغام الحبّ والوداد

تترنم طــــرباً له قلوب العشّاق

وتنفطر السّماء له باشتيــــاق

وتدمـع له عـين القـمر الرّدّاد

معذبتي


مَلكت علـيّ فؤادي

وطرَدَتِ النّوم عن أهدابي

وغزت عليّ أفكاري

فأمسَت عنوان أحلامي



أتقلّــبُ علـى جَمـرِ عِشقها

حتـى عشـقت الجمر عشقـا

وأصـبح عذابـي منه ستـرا

وانتظاري بسمتها


يملأ يومي شوقاً وفكرا



فقد جعلت تأمّل الورد عندي عــادة

وانتظار انفاس الصّباح أبهى سعـادة

وكتابة الأشعار في عشقها سيـادة

وسماع صوتها العذب حُلمي وزيادة



يقــــولــــون : 


عذّبـــتك الحسناء بحبهــا

فقلت : يا طاب الحبيب..


وطاب لي منها عذابُ


فالحـبّ نـارٌ تتلظــى

ومـــن قلبــــي لها


وريــــــــدُ الوقــــودِ

التي تمتدّ عاليـــــــاً 


لتلهب الشّـمس

التي من عشقها


كلــــمــا احترقت تعــــــود


الأربعاء، 11 يناير 2012

ألحان الشتاء



إليكَ أصـبو حرّ الشّتـاء

في ليلةٍ قرمزيةٍ دهماء

تعالى فيها صـوت الذّئـاب

واغرورقت فيها عين السماء


مددت يديّ لأقطـف النّجـــوم

حال بيننا سماءٌ ملبّدةٌ بالغيـوم

ما تخيّلت يوماً هذا الوجـوم

وأنا في حرّ الشّتاء أنشد النّجوم

قلبي ما عاد يسمع المَلحون

ولا جمع أشلاء كوكبِ النّـون

أمدّ طـرفي إلـــى السّماء

أنشد طير الجّنان كلّ مساء

أراقــبُ الألحـــان والألحــــان

وأناجي في خلوتي مَلِك الجان

لعله يطرب بهذه الألحان

ويبدلها لي بألوان المرجان

الثلاثاء، 10 يناير 2012

مجنون حفيدة ليلى



مَرَّت مِن أًمامِ ناظري مرَّة

جعلت حيـاتي تتدفـَّـق بِغَمرة

انتظر بُزوغ شمـسِ كلِّ يـوم

لأتمنّى يوماً أَجمل على الدَّوم

تلك بنت حواء التي قلبي عَشِق

والتـي من أجلها أيضاً خفـق


وهو يُنشد أشعاره في شجون

ويرى الأحاجي تَنسَدِلُ في سُكون

والأزهـارَ تَتَفَتّحُ في الجنا

وأوراق الأشجارِ ترقص في غـنا

عينيها عالمٌ أجملُ من جمالهما

ما عُرِفَ الجَمـــــالُ إلا لوصفهما

حُلُمٌ جـميلٌ يُشـرِقُ في عينيها

شَمسُ الصّباح تعشق مقلتيـها

تترنّم القلوب على أنغام كعبيـها

كأزهارِ الرّبيع في أحلامِ راحتيها

ابتسامتها تتبعثر لها النّجوم

فيستَتِرُ القمر حزيناً مهموم

للزهور في قلبها مكانٌ للسّكـون

فتنشر عبقاً في أرجاء الكـون

لها قلـبٌ يتلألأ كالزّبــرجـد

ودقاته أشجى من تغريد هُـدهُـد

روحٌ تطرَب لها عَين الرّبيع

ويُداعِبُ القلبُ منها نسيمٌ بديع

إن كان سحراً فالسّحر منه قد تـعلّم

بطلاسم الجنّ عن فنّ الحب تكلّم




ذاك قيسٌ وهو أول المجانين

إن كان كذب فأنا من الكاذبين

إن كان صدق فأنا من المتيميــن

أروي شعري وصوتي كله أنيـن

أكابد حزني ولوعة الحنيـن

فقلبي يتفجّر عِشقاً كالبراكيـن




كتب الزمان لكلِّ عاشقٍ ليلى

ولكل قيـس بلـوى

فأنـا على درب الجّنون أهــوى

أقلّب طرفي في السّماء وكلّي مُنى

لعله يقابل طرفها يوماً في سُهـى

أهادي نفـسي فـي سبـات

وروحي تنشد هذه الأبيـات

السبت، 7 يناير 2012

الفتى والجوري


"يحمل زهرة الجوري في يده كما اعتاد على ذلك، عادةٌ أضحى قلبه يراها مثل الحياة لعله يحظى يوماً بشرف تسليمها لأميرته...يناجيها وحيداً وهو يتأمّل غروب الشمس"

الفتى : يا زهرتي مالي أراكي تبكين
         ورحيقك الزكيّ حزناً تنزفين
         وبتلاتك تتلاشى في ذُبـــــول
         وعروقك تلفظ روح السّهول


"تنظر زهرة الجوري إلى الفتى وعيونها تمتلئ رحيقاً، تحاول الحديث فلا تستطيع، تحاول بلوغ رمق الحياة، وبصوت خافت كهمس المتحابّين تناجيه في سكون"

الجوري :قضيت وأنا على أمل اللقــاء
            بالأميرة الجّميلة الحســـــناء
            صاحبة العيون الحـــــــوراء
            في كفيــها رائــحة الحنــــــاء
            ولكـــنّ مصــيري كأخـــواتي
            في رمــقي الأخـيرِ أعانــــــي
            وما فراق الحيـــاةِ معانـــاتـي
            ولكن حزني من عدم التّـلاقي
            كنت آمـل دفئاً في راحـتيــــها
            وصورتي تتلألأ فـــي عينيـها
            وعبيري يهـــــادي رئــتـيهـــا
            وملاذي بسمـــةٌ من شفتيهـا

"يعانق الفتى زهرته قريباً من قلبه عناق الأحبة، يدق قلبه كما تدق ساعة الثانية عشر، يبكي زهرة الجوري، ويدفنها في قلبه قريباً من أخواتها..."

الجمعة، 6 يناير 2012

يخاطبني قلبي


دروب العمر تجويني

بنارٍ لذكرى تعذّبني

بقلبٍ صادقٍ يهمس لي:

***

أيا صاحب الحزن كفاني

فكم أتعبت وجداني

فهذا الحزن أبكاني

كفاك فلم يعد بإمكاني

إهراق دمعٍ جفّ بمكاني


***

أصادقك

أعانقك

بهمس الحسن أشجبك

فما كان بالأمس لك

ما عاد لك عليه ملكة

***

إذهب إلى معذبّك

الذي بصدقه كبّلك

خذني له

أخاطبه

أعاتبه

فإنّ لي اليوم لغة

أنقى من ألف كلمة

فما كانت منك من بنت شفة

إلا وكانت عليك أسفة

يخاطبني عقلي


دروب العمر تجويني

بنارٍ لذكرى تعذبني

بعقلٍ صادقٍ يهمس لي:

***

أيا صاحب الحزن تمهّل

وقلبك المجنون فاهمل

فأنا صاحب الرأي والمنهل

وفيّ كل المنطق فاسأل

***

فلدي لكلِّ سؤالٍ جواب

ولي من المسائل كتاب

فاترك عنك تخاريف العِجاب

وسهولة طرق كل باب

***

ذاك الجَنانُ جِنان

وللردى لك منه جان

فليست الدنيا بالحنان

ولا مشاعر الولهان

***

فاتركني له أؤدبه

ولحسن الخُلق أرشده

وللطريق القويم أرغمه

فما كانت منه من مشورة

إلا وكانت بالأسى موسومه

طار شوقي إلى عمّــان


طار شوقي إلى عمّــان

وحطّ هناك قرب معــان

تاركاً دنياي بلا ألـــوان

وكلماتي تلهج بمعــــانٍ

***

جبالك عمّان أسرت قلبي

واحتضنت روح شوقـــي

فقلــبي معلق  هنــــــاك

يبتغي دفئاً في الشتـــــــاء

***

يا ساكناً عمّان أبصر حالي

فإنـــي في هــواها أعــــاني

خذ إليهــــــــــا حنانــــــــي

وأخبرهــــــــا بلسانـــــــــي

إن دنياي أضحت بلا معاني

قصتي

مشيت على خطى الشّوق أروي قصتــــي 

أعطي كلماتـــــــي رمق الحيـــاة بعزّتــــي

إلى من ذهبتِ الحياةُ له من حبيبٍ أوّلــــــي

إلى من وجد الحنــــان في الحياة عطيّتــــي

ماذا تراني أرى في تلك الدّنا سوى عثرتي

ومخاوفي في الحيـــــاة مـن قلــيل تــزوّدي

تلك الدّنا وما لها لنا من الصّعاب تكلّمـــــي

بصوتٍ شجيٍّ بآهات الآلام إروِ دمعتــــــي

من وَحــــدة العمر إعــصفي حيــن تألّمــــي

أيا غيم السّمــــــاء أمطري دمع حزنتــــــي

برجاء الأســــــى إرو عطش لوعتــــــــــي