مضيت تائهاً

مضيت تائهاً

ألثم الجراح

أواري الأسى كبرياءً

كليثٍ أثخنته جراح

وفي ظلمة الليل

يعلو صوت النباح

في بحر عينيك

شرعت سفينتي في بحر عينيك... 

أبحر من عينيك 

إلى عينيك...

هناك رسم القمر على صفحة الليل بسمة...

ونادى الجمال أنه قد وجد مهده...

في بحر عينيك شطآن للأمل...

أبحث عني هناك بلا كللٍ أو ملل ...

في بحر عينيك مرآةٌ للحياة 

وطوقٌ للنجاة .. 

في عينيك معنىً للأمان 

عبيره الريحان ...

ولكن 

كتب الزمان .. 

أن أذوق في عينيك طعم الحرمان.. 

ففي عينيك عواصف ورعود .. 

وظلمٌ زلزل مني الوجود...

في عينيك أمواجٌ من ضباب .. 

في عينيك جزرٌ من سراب ..

في عينيك خانتني النجوم...

خانتني السماء .. 

في عينيك رياح للضياع

أغرقت أشرعتي 

في بحرٍ ما له قاع

بحثت عنك في السراب

رأيت في عينيك أرضاً لا تخون ..

و دمع عزيز لن يهون ..

لا أدري كيف خانت

ولا أدري كيف هانت ..

ربما .. ما خانت ولا هانت

وربما أرى قصة ما كانت..

خلف قضبان الحياة..

يأكل قلبي حزنٌ

لم يترك إلا الفتات

وهبتك حياتي

قبل أن يسرقني الممات..

وأصبحتُ خيالي

تمزّقني حيرتي

وتدمرني أعاصير الأمنيات

ترفعني إلى أعالي السماء

تقذقني

تمرغني في التراب

بحثت عنك في السراب

بحثت عنك خلف كل باب

في كل وردةٍ .. في كل وجهٍ

وضاع وجهي في الضباب

كل حينٍ وحين

ومضيت في دربي كطفلٍ يتيم

أبحث عن نفسي ... عن قلبٍ كليم

أواري دمعي وأنا كسيرٌ حزين

أبحث عن طيفٍ يداوي طعن السنين

حتى وصلت إلى صديقي القديم

فما أتى بي إلاّ توقٌ وحنين

فأول قصتي وآخرها يعلمها من سنين

فأنا أزوره وأبكي كل حينٍ وحين

فدموعي تعزف لحناً شجياً حزين

ضباب النسيان

غصّة في حلقي

تشعل دمعة تحت مقلتي

فكلّ ما كان 

على طرف اللسان

قد تاه في ضباب النسيان

حروفٌ تروي قصة إنسان

فاضت منها مجلدات

ما كفت عشقاً

هذا القلب منه يقتات

خفقاته أشبه بالألحان

خفقاته كالألحان

كماردٍ يشعل البركان

وهو يصيح بالأشجان

كصحراءٍ

تشتعل ناراً من حرّ السّماء

تنتظر مطر الشّتاء

لتنبت بعض الورود

التي سرعان ما تذبل وتذوب

فتجف دمعة سالت

فحفرت للجوى أخدود

الجوزاء

جوزاء... كالفرات 

عيناها تورد الممات

تحييك بأعذب النغمات

لها وجهان 

تشعل فيك النيران

وابتسامتان

الاولى توقف الزمان

والأخرى تريك الجنان

فتشق من صدرك الكلام

كما يشق الماء الصوان

جوزاء ... 

ملكة السماء

والنجوم حولها إماء

والقمر صاحب رجاء

ومن على الأرض

ينتظر المساء