الخميس، 26 يوليو 2012

عرفتها مثل الريح ...


 

عرفتها مثل الريح …

تهبّ من الشّمال وأحياناُ

من جهة الجنوب …

تحمل الغيث أحياناُ …

وأحياناٌ زوابع ورعود …

تغضب كالإعصار …

ثم كنسيم الربيع

تعود لتنثر الورود …



هي هناك


على كتف الغيوم...

تنسج من خيوط الشمس أهزوجه...

فتنثر طلع الياسمين

فوق سحاب الحنين ...



لها يدٌ بيضاء


وقلبٌ عذبٌ كالفرات ..

تغني فتطرب لها عين السماء ..

وتبتسم فتنحني لها نجوم المساء ..

ويستتر منها قمرٌ

اتخذ من الجمال أجمل كساء ...

إن نامت 


أنارت ابتسامتها كالملاك

وإن استيقظت 


أشرقت عينيها دفءاً 

كالشمس في الشتاء 





هي أحياناً كالضباب...


لا أرى منها سوى غباراً ذو بياض ...

وأحياناَ تعكس السراب ...

كلما بحثت عنها

نسجت كلاماً عجاب ..

أرى فيها ما أريد ...

بشراً .. ملاكاً ... أميرةً ..

فأروي الحكايات ... 


وأساطير الجنّيات ...

أظنها يقيناً عين الصواب ...

فأحكم على التاريخ

من قبل أن ينقشع الضباب...

أو يتضح ذاك السراب



كل يوم هي في شأن ...


لأنها كما عرفتها .. 


كالريح ...

تهبّ من الشمال ...

وأحياناً من جهة الجنوب

وأحياناً تسكن ...

فتتوقف الأرض عن الدوران

وقلوب من عليها عن الخفقان

وتأتي لحظة على هذا الوجود

فيصبح في عالم اللاوجود...

فتمضي اللحظات كالعقود ..

حتى تعود ..

فتنثر الورود

وتجلس من جديد ..

على كتف الغيوم


فتكمل أرضي طريقها

كأن شيئا لم يكون ...

وكأن ذلك الإعصار ذو الرعود

لم يدمر في ودياني

كل السدود

ولم يجعلني أمضي

ولا أنتظر أن تعود

أو تنثر الورود




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق